دور الأفراد في تعزيز الاستدامة وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في اليوم العالمي للغذاء

10/16/2025

يُصادف اليوم العالمي للغذاء في السادس عشر من أكتوبر من كل عام، وهو مناسبة عالمية أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)عام 1979 لتسليط الضوء على قضايا الأمن الغذائي والتغذية المستدامة. وفي دولة قطر،يتماشى هذا اليوم مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي وضعت ضمن أولوياتها بناء نظام غذائي مستدام، تعزيز الاكتفاء الذاتي، وحماية الموارد الطبيعية. وعلى الرغم من أن دور المؤسسات والجهات الحكومية محوري في هذا المسار، فإن للأفراد دورًا أساسيًا لايقل أهمية، إذ تبدأ الاستدامة من الممارسات اليومية البسيطة التي يقوم بها كل فردفي حياته.

من أبرز هذه الممارسات تقليل هدر الطعام، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الغذاء تضيع على مستوى المنازل والمطاعم. ويمكن لكل فرد المساهمة عبر التخطيط المسبق للوجبات، وتخزين الأطعمة بطريقة صحيحة، وإعادةاستخدام الفائض بدل التخلص منه. كما أن دعم المنتجات المحلية يمثل مساهمة مباشرةفي تعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على الواردات، إلى جانب دوره في خفض الانبعاثات الناتجة عن النقل الطويل. أما تبني أنماط غذائية صحية ومتوازنة، فيسهم في تحسين صحة المجتمع والحد من الضغوط على سلاسل الإمداد الغذائية.

ويشمل دور الأفراد أيضًا المشاركة في المبادرات الوطنية،مثل دعم الجمعيات التي تعيد توزيع فائض الطعام على المحتاجين، والانخراط في الحملات التوعوية التي تنظمها الجهات الرسمية. حتى الممارسات البسيطة مثل الزراعةالمنزلية للأعشاب أو الخضروات يمكن أن تكون وسيلة عملية لتعزيز ثقافة الاستدامةوغرس الوعي لدى الأجيال القادمة. كما أن ترشيد استهلاك المياه والكهرباء في المنازل يعد بدوره مساهمة غير مباشرة في تعزيز استدامة النظام الغذائي، باعتبار أن الموارد الطبيعية هي العمود الفقري للإنتاج الزراعي والغذائي.

في الختام، يمثل اليوم العالمي للغذاء دعوة واضحة لكل فرد في المجتمع ليكون جزءًا من الحل. فالممارسات الصغيرة مثل تقليل الهدر، دعم المنتجات الوطنية، أو المشاركة في المبادرات الخيرية، يمكن أن تحدث أثرًا كبيرًاعندما تتبناها آلاف الأسر. وبهذا، يسهم الأفراد جنبًا إلى جنب مع المؤسسات فيتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى لبناء مجتمع متوازن يحافظ على مواردها الطبيعية ويضمن الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية.